Monthly Archives: July 2016

Critical trends and challenges facing Europe

Since the first terrorist incidents in Paris, Europe found itself in an open confrontation with new styles of terrorism. Unconventional terrorism, very simple operations on level of planning, but they are still based on the element of surprise. The European lifestyle is under threat because this new style of terrorism is simply targeting all aspects of civic life, and these aspects can never turn to military barracks.

Europe is facing a kind of terrorist strategy based on spreading chaos and frequent attacks on various places. This is stated in France and seems as well to reach many European countries, Germany now. These frequent attacks do not necessarily require big numbers of terrorist or any sophisticated tools, but it targets vital places, transportation, shopping centers, cafes’, music halls and restaurants., etc. Such action does not mean that this will be the only exclusive applied tactic of terrorism. Furthermore, the trend of violence might take  a more violent and sophisticated dimension. However, the simple operations represent a very dangerous model due to its capabilities to hit spending the lowest cost which thus increases the pressure on the security system, drains its energy and resources, and simultaneously creates an atmosphere of fear that affects negatively both the social and political structure of the society.

Challenges in Europe are several. On the internal level, facing the waves of terrorism is essential, yet facing the emerging waves of the growing extreme right groups can noticeably be a critical challenge. These extreme groups are always apparent in the culture of fear and hatred which seems to be fertile soil to grow in.

On the political level, both Right and Left wings seem to lose credit for the sake of new protagonists in the political scene. The extreme right groups are threating the center right groups while new emerging protest groups seem to threat the center left groups, i.e. some serious transformations might take place and re shape the political identity of future for the European governments. That might lead also to a phase of political instability.

These transformations might additionally affect the security systems in each country especially on the structure and the efficiency of security systems. Moreover, it might also put in question the capacity of many parties in dealing with current and future risks and challenges without having negative impacts on the European constitutions and its human values.

The security challenges in Europe are increasing, and closing an eye on the source of the current problem “having the enemy at home” might lead to a crueler situation.  So far, most of the attacks conducted in Europe were not sophisticated i.e. no exceptional weapons were used, but what if these operations turn to be more complicated? What if the security systems prove to be inefficient in facing such escalation?

Europe security challenges are many, yet the future political challenges might still be more serious if the security situation continues to deteriorate, and this new terrorist strategy of spreading chaos goes on.

Dr. Amer Al Sabaileh

أميركا و تفعيل الجبهة الجنوبية في سوريا.. لماذا الان؟

لا يمكن قراءة الاعلان الامريكي بتفعيل جبهة الجنوب السوري خارج اطار التفاهم الامريكي الروسي الاخير الذي أفضى الى ضرورة القضاء على كافة التنظيمات الارهابية دون استثناء. التنسيق العملياتي على الارض يعني ان التفاهمات الاخيرة قد تفضي الى توزيع الادوار الرئيسية في مواجهة تنظيم داعش بين موسكو وواشنطن، او بالاخص عملية اجتثاث التنظيم من الجغرافيا التي شغلها علي مدار السنتين الاخيرتين.

استراتيجية المواجهة الاخيرة مع التنظيم ترتكز في جوهرها على ضرورة فصل الجغرافية السورية عن العراقية و هي فعلياً الامتداد الواسع الذي حظي به تنظيم داعش منذ اعلان دولته. الفصل في هذه الحالة يمثل القطع المامل بين طرفي التنظيم و امتدادهو حصر اجزاءه في اماكن جغرافية تابعة اما للموصل او للرقة.  هذا الاجراء يستدعي التركيز بصورة أكبر على المنطقة المعروفة بمثلث التشابك الحدودي “سوريا، الاردن ،العراق” و التي عرفت بالمنطقة الرخوة أمنياً و انهاء اي محاولات لتوظيف هذه المنطقة مستقبلاً في مسألة ادامة الصراع.

تقاسم الادوار بين الولايات المتحدة و روسيا يبدأ بضرورة ان ينخرط التحالف الدولي في عمليات ذات حضور و تأثير اكبر على الارض. فالتعاطي الروسي مع ملف مواجهة داعش في سوريا كان اكثرقوةً و  حضوراً من طريقة تعاطي التحالف الدولي. اما الان فالولايات المتحدة معنية بتغيير قواعد الاشتباك على الارض خصوصاً بعد استنفاذ اخر الاوراق التي كان يعول عليها في مواجهة داعش بالانابة “جيش سوريا الجديد”. اذا فالاستعداد للتعاطي مع جبهة الجنوب و التداعيات المتوقعة لمعركتي الموصل و الرقة تدفع بالولايات المتحدة اليوم للتحرك بصورة غير تقليدية لضمان تحقيق انجاز على الارض تنهي به ادارة الرئيس أوباما حقبة حكمها الذي امتد لثمانية سنوات.

من جهة أخرى، يجد الاردن نفسه امام مضطراً لواقع تفرضه الجغرافيا و مسارات المعارك على الارض. الخطر الذي بات يتهدد الحدود الشمالية الاردنية و الناتج عن التجمعات المتزايدة لتنظيم داعش او الفصائل المبايعة له، يضع الاردن امام مواجهة حتمية في الايام القادمة، مما يعني ان انتهاج استراتيجية مواجهة استباقية قد يكون التكتيك الانسب للهروب من استحقاقات اخطر في المستقبل، خصوصاً ان الاردن بعد حادثة الرقبان الاخيرة التي استهدفت حرس الحدود الاردني خرج من حالة المواجهة السلبية الى المواجهة المباشرة المفتوحة مع التنظيمات الارهابية.

  تفعيل الجبهة الجنوبية لسوريا في اطار المواجهة مع داعش يعني ان تغييرات جذرية قد تطرأ قريباً على المشهد السوري. فالعملية قد لا تقتصر على المرحلة الحالية فقط بل على المراحل القادمة مرحلة المواجهة مع التنظيمات و فلولها.

د.عامر السبايلة 

اوروبا في مواجهة احتمالات الفوضى الامنية

منذ  أحداث باريس دخلت أوروبا في مواجهة مفتوحة مع نمط جديد من الارهاب. ارهاب غير تقليدي، بمعنى عمليات بسيطة لا تحتاج الى تخطيط كبير لكنها مبنية بالاساس على عامل المفاجأة. فنمط الحياة الاوروبي هو المستهدف الرئيسي اليوم، و المحلل لهذا النمط من الحياة يدرك أنه نمط مبني على تفاصيل مدنية كثيرة يصعب التعامل معها أمنياً كما يستحيل تحويل المجتمع لثكنات عسكرية مغلقة.


اوروبا اليوم تواجه استراتيجية نشر الفوضى المتركزة في هذه المرحلة على الدول الاكبر فرنسا و المانيا. عمليات متكررة بسيطة الاجراء، لا تحتاج الى اعداد كبيرة من الارهابيين، ادواتها غير معقدة و تفاصيلها سهلة التطبيق. العمليات في مجملها موجهة لضرب تفاصيل الحياة اليومية التي تعد جزء من الحياة اليومية في اوروبا التي لا يمكن فعلياً حمايتها بشكل مبالغ به كالمقاهي و المطاعم ووسائل المواصلات العامة الخ.


لكن هذا لا يعني ان طريقة الاستهداف هذه ستبقى على ما هي عليه في المستقبل. فالامور قد تتجه باتجاه التصعيد و باتجاه تبني عمليات اكثر تعقيداً و اخطر نتائجاً على السلم الاهلي. العلميات البسيطة هذه تشكل اسلوب خطير قادر على الضرب باقل التكاليف و قادر في الوقت نفسه على زيادة  الضغوط على الاجهزة الامنية و استنزاف طاقاتها، و قادر في المقابل على خلق مناخات من القلق و الخوف تستطيع احداث خلل في البنية المجتمعية و السياسية  لكثير من الدول الاوروبية.

التحدي الاكبر اليوم امام اوروبا داخلياً، هو مواجهة تيارات اليمين المتطرف التي بدأت بالصعود الملحوظ على المشهد السياسي الاوروبي. فتيارات اليمين المتطرف عادة ما تعتاش على مادة الخوف و التخويف و خطابات العداء و الكراهية و التصنيفات العنصرية المبينة على مبدأ انا و الاخر. لهذا فان موجات الارهاب التي تضرب اوروبا اليوم تقدم فرصة ذهبية للتيارات المتطرفة للظهورو الاستفادة من الازمات السياسية و الامنية.


 على الصعيد السياسي، يخسر طرفي المعادلة السياسية من أحزاب اليمين  و اليسار على حد سواء. فاليمين المعتدل يخسر اليوم معركته لصالح أحزاب و تيارات اليمين المتطرف اما اليسار فيخسر معركته هو الاخر لمصلحة احزاب جديدة تبني اجندتها على فكرة رفض السياسات الحالية للحكومات، مما يعني ان تحولات حقيقية و جوهرية ممكن ان تطال شكل الحكومات و الاحزاب الحاكمة في اوروبا قريباً، الامر الذي قد يقود في النهاية الى حالة من عدم الاستقرار السياسي في كثير من الدول. موجة التحولات هذه لابد ان تؤثر كذلك على الاجهزة الامنية و تركيبتها و طريقة اداءها، فالهزات التي تتعرض لها الاجهزة اليوم هي هزات خطيرة تفتح باب التساؤلات على مصراعيه، خصوصاً فيما يتعلق بقدرة هذه الاجهزة على التعامل مع الاخطار الحالية او التعاطي مع الاخطار القادمة و قدرتها على الحفاظ على منظومة الامن الداخلي في بلدانها دون الاضرار بالمكتسبات الحضارية و القيم الانسانية التي تعد من ثوابت الدساتير الاوروبية.

التحدي الامني امام اوروبا في ازدياد مستمر، و عدم رغبة كثير من السياسين الاوروبيين بالاعتراف بالداء و اصله في بعض الاحيان قد يؤدي الى تفاقم الخطرالامني و ارتفاع منسوب الخطر المهدد للسلم الاهلي الداخلي في اوروبا. العمليات التي ضربت اوروبا الى الان هي ليست عمليات معقدة و لا تحتوي على اسلحة نوعية مع ذلك فان وقعها و تأثيرها بدأ يفوق وقع العمليات المعقدة و الاسلحة غير التقليدية، لكن ماذا لو تطورت هذه العمليات في المرحلة القادمة؟ ماذا لو فشلت الاجهزة الامنية بالتعامل مع هذه العمليات المعقدة؟


التحديات الامنية امام اوروبا كثيرة، و لكنها لا تقل اهمية عن التحديات السياسية القادمة في حال استمرت الاوضاع الامنية بالتدهور و استطاعت استراتيجية نشر الفوضى المتبعة حالياً ان تحقق غايتها و تستمر.



د.عامر السبايلة

amersabaileh@yahoo.com

“Before and After” the Coup in Turkey

In Turkey, many signs have indicated the possibility of a military coup since 2013. Many reports refer to the level of discontent within the military establishment. According to those reports, Erdogan’s politics were the core source for numeral internal and external crisis; such crisis has also appeared within the same AKP especially after the continuous political dispute between Erdogna and his former colleagues.

In different scenarios, The Turkish politics were also subject to many doubts questioned by many countries, particularly when it comes to discuss the efficiency of the Turkish role in fighting terrorism, i.e. the role in Syria and controlling the waves of refuges to Europe.

Reviewing what happened in Turkey in the night of the 15th-16th of July, the first steps of the military coup showed that the operation is very systematic, well organized and nearly a successful process. This can be seen through these acts: seizing TV stations, announcing the fall of AKP government, deploying Tanks on the main bridges in Istanbul and Ankara, arresting top offices, controlling the military headquarter and launching coordinated attacks on police and security headquarters.

However, all changed in few hours, when Erdogan had the chance to talk on CNN Turk by Face Time application, which means that he couldn’t talk to any Turkish channel, asking people to take the streets. This call apparently was the game changer as the Coup was obviously relying on the curfew and the superiority of warplanes F16 and Apache which strangely looked so inefficient.

In all cases, the coup seems like an earthquake that will have its aftershocks inside Turkey, primarily on both levels security and economy. On the regional level, Erdogan will find himself very occupied dealing with internal issues which limit his capacity to be engaged in regional politics which gives him a very good chance to put an end to the crisis in the north of Syria.

Before the coupe attempt, the security situation in Turkey was already unstable, many attacks hit the Turkish cities which means that challenges coming from Erdgoan anti-Kurdish policies or the risk of war against terrorism will begin. Today, domestic security challenges are noticeably increasing, thus the after coupe strategy seems to work on the elimination of wide groups from within the Turkish state which will intensify the elements of chaos all over around. Therefore, this will definitely affect negatively the internal situation in Turkey that might suffer from the burdens of the coupe for a long-term of instability.

The other major risk, that Erdogan policies manifest a real desire to put an end to secularism in Turkey, which could also be one of the last few remaining centers of secularism in the Middle East. This will definitely create new attempts to launch the Islamists projects in Islamizing the whole region.

Dr. Amer Al Sabaileh

Recent developments in Syria

Since 2012, the US and its allies have many a time attempted to build a military power capable of holding its own in Syria. The last attempt, the “New Syrian Army” was a failure, as it was unable to liberate the area near Al Bukamal, in eastern Syria near the borders with Iraq, from Daesh. 
However, the failed mission might be the last concrete chance for the Obama administration to create a strong ally on the ground in Syria. 
The American target of all these attempts is fighting terrorism, and, at the same time, preventing Syrian regime forces from monopolising the push against Daesh for their own ends. 
But it seems that the US will not be able to have a real ally on the ground in Syria, that is why it will be impossible to replicate its achievements in Iraq, where it backs the Iraqi army.
Whereas Russia, for example, sees in the Syrian army a very strong ally on the ground; therefore, it is much easier to achieve concrete progress in recapturing territories occupied by Daesh. 
On the other hand, this new coming phase of the Syrian crisis might bring about some kind of coordination between the Russians and the Americans in their fight against terrorist groups, especially Jabhat Al Nusra. 
Moreover, some new developments in the region might have a positive impact on the Syrian crisis. 
Turkey’s warming of ties with Russia might extend to include a complete shift in its position on Egypt and even Syria. 
Less animosity from Turkey towards the Syrian regime, especially as Ankara busies itself in weeding out supporters of the failed coup, will reduce its involvement on the ground in Syria, putting an end to the escalation in various territories in the war-torn country. 
This also coincides with the desire of many countries to reopen political channels with Damascus, most notable in the visit of a European Parliament delegation to Syria earlier this month. 
The delegates were led by Javier Couso, vice chairman of the parliament’s foreign affairs committee.
Prior to that, news agencies reported that Syria’s General Security Directorate chief Mohammed Dib Zaitoun visited Rome, where he met with a number of Italian officials. 
Some agencies have reported as well that the head of Italy’s External Information and Security Agency, Gen. Alberto Manenti, will be heading a delegation to Damascus. 
Syrian officials are highly interested in negotiating the normalisation of relations with Italy and the abolition of the EU embargo on Syria, as the Italian delegation has already pledged to pave the way for EU-Syria rapprochement as soon as possible, according to international news reports.
At the regional level, observers are noticing a US interest in pushing the frozen Palestinian-Israeli peace process forward. This requires a mutual understanding and full coordination with Russia. 
Moreover, if the Obama administration is truly keen on taking a concrete step forward in the Mideast peace process, it has to at least ensure that a political solution in Syria will be launched.

Dr. Amer Al Sabaileh

قراءة في حيثيات الانقلاب في تركيا

كثير من المراقبين للمشهد التركي استطاعو- في الاسابيع الاخيرة- رصد تحركات نوعية تجاه تركيا، على مستويات متعددة، الدولي و الداخلي التركي بما فيها ايضاً رسائل قادمة المؤسسة العسكرية مما يشير الى اكتمال عوامل الاحتجاج الداخلي الذي قد يأخذ صورة تحرك عسكري خصوصاً مع ظهور حركة متعددة الاطراف داخل المؤسسة العسكرية تنتقد و تتحدث عن فشل السياسات التركية و خطر انعكاسها على الداخل التركي.
على الصعيد الدولي، تعلق المعطى الابرز بوصول دول حلف شمال الاطلسي الى قناعة راسخة بعدم قدرة الحلف على التعاطي مع الرئيس التركي و سياسته المنخرطة–وفقاً لقناعتات كثير من الدول- بملفات التأزيم الاقليمية التي لا يمكن التعاطي معها بعد الان.
اما على الصعيد الداخلي، فلا يمكن اسقاط ان التحرك العسكري  ق دسبقه  سيادة مناخ سلبي في الداخل التركي، بدأ بعمليات اقصاء ممنهجة للمعارضين لسياسة الرئيس التركي من خصومه و اصدقاءه على حد سواء، الامر الذي طور حالة من حالات العزلة السياسية الدولية الناتجة عن غياب الثقة لدى كثير من الاطراف الدولية بالرئيس التركي و نهجه. بالرغم من ذلك، شهدت الاسابيع الاخيرة و بعد الاطاحة برئيس الوزراء احمد داوود اوغلو بدأ اردوغان بتبني نهج تغيير راديكالي في السياسة الخارجية، بدأ في الاعتذار لموسكو مروراً بانجاز الاتفاق مع اسرائيل والبدء بارسال رسائل ايجابية لكافة خصوم اردوغان في المنطقة، مصر على سبيل المثال. 
بالعودة الى مسألة الانقلاب، ظهرت الخطوات الاولى للانقلاب و كأنها  تشير الى عملية ممنهجة و مدروسة بعناية و و بدت و كأنها تحظى بدعم دولي و ذلك يتضح من طريقة تغطية المحطات الدولية لاخبار الانقلاب او التصريحات القادمة في بداية المشهد من  المجتمع الدولي.
كذلك لا يمكن اسقاط الملاحظات التي مرت بها خطوات الاعلان عن الانقلاب و التي اشارت الى عملية منظمة و ممنهجة، بدءً من الاستيلاء على قيادة الاركان و اعتقال قائد الجيش، اغلاق منافذ مدينة انقرة و الجسور الحيوية و من ثم مدينة اسطنبول، ضرب مبنى المخابرات و من ثم مقر القوات الخاصة، اغلاق المطار و الاستيلاء على وكالة الاناضول و تلفزيون TRT، و من ثم اخلاء مبنى حزب العدالة و التنمية. 
الخطوة اللافتة لاحقاً هي عملية بث بيان مكتوب يشير ان تدخل الجيش جاء لحماية حقوق الانسان و الحريات من التغول و حماية علمانية الدولية وانهاء الفساد . و تضمن ذلك ايضاً رسالة للمجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على العلاقات الدولية و حمايتها من تغول اي فئة و الاشارة الى محاكمة الخائنين للوطن في اشارة ان العملية مدروسة بعناية.
التغير الجذري على المشهد بدأ مع دعوة اردوغان عبر قناة Turk CNN للمواطنيين الاتراك بالنزول الى الشارع الامر الذي اظهر ان عناصر الجيش لم تكن مستعدة للمواجهة مع المواطنين، لا بل تفتقر لرؤية ما بعد الخطاب. فالمراقب للمشهد يدرك ان عناصر الجيش كانت مهيئة للتعامل مع عملية حظر تجوال اكثر من عملية مواجهة مباشرة، الامر الذي غير قواعد اللعبة.
 على كل الاحوال، لا يمكن اعتبار ان هذا الانقلاب بحكم المنتهي، فهو اشبه بزلزال مفاجئ لا بد ان تكون له هزات ارتدادية على الارض و خصوصاً في الداخل التركي اهمها على المستوى الامني الداخلي. فاعادة ترتيب المشهد الامني تحتاج الى عملية معقدة و تحتاج الى قدرة كبيرة على التعامل مع التهديدات الامنية الناتجة عن حالة الخلل الحالي و عوامل التهديد الاضافية (الارهاب، و المسألة الكردية). اهم ملامح المشهد التركي القادم قد تتلخص في انشغال تركيا بمشاكلها الداخلية و عزلها عن المشهد الاقليمي مما يعطي فرصة كبيرة للمجتمع الدولي لاعادة ترتيب اوراق المنطقة و طبيعة العلاقة القادمة مع تركيا ضمن اطر جديدة. فشل الانقلاب لا يعني عودة الامور الى سابق عهدها بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فالتصعيد الحاصل الان يشير ان ادارة ملفات السياسة التركية لا يمكن ان تستمر بالطريقة و النهج الذي كانت عليه، خصوصاً في مسألة العلاقة مع اطياف كبيرة من تركيبة الداخل التركي.
د.عامر السبايلة 

سوريا: الواقع على الارض و اعادة صياغة المواقف

القراءة المنطقية للاوضاع في سوريا تشير الى استفاذ الاطراف الدولية المنخرطة في الصراع لاوراقها على الارض. مما يعني ان تحولاً لافتاً لابد ان يطرأ على المشهد السوري بشقيه العسكري المتعلق بمكافحة الارهاب و السياسي المتعلق باخراج “جنيف ٣” من حالة الجمود التي يمر بها.

التنافس الامريكي الروسي في سوريا يبدو انه يسير باتجاه الحسم. فالفشل كان حليف كافة المحاولات الامريكية التي هدفت لبناء قوة عسكرية على الارض قادرة على لعب دور فعال في معادلة مكافحة الارهاب والتأثير على المشهد السياسي السوري. في المقابل استطاعت موسكو عبر تحالفها مع الجيش السوري ان تحدث تحولاً لافتاً في المسار العسكري على الارض، مما جعل واشنطن تسعى لكسر حصرية الانجاز “الروسي السوري” على الاقل في مسألة تحرير الرقة و المناطق المحيطة من داعش.  لكن مع سقوط اخر اوراق واشنطن المتمثلة ب “جيش سوريا الجديد” و خسارته الكبيرة في معركة البوكمال، فلابد ان تسعى الادارة الامريكية لصياغة نمط جديد من التفاهمات مع موسكو بحيث تنتقل الامور الى مرحلة التنسيق العلني و الذي يمثل اقراراً امريكياً بواقع القوى على الارض في سوريا و ضرورة التعاطي المباشر معه.

هذا يعني ان المرحلة القادمة لابد ان تشهد توافقات على نقاط الخلاف المتعددة بين الطرفين، اهمها، الاهداف الواجب استهدافها و طبيعة التعاطي مع الجماعات المسلحة بما فيها جبهة النصرة و من جهة اخرى الية تفعيل العملية السياسية و اخضاع جميع الاطراف للحل السياسي وفقاً للمعطيات الواقعية على الارض.

ضمن هذا الاطار تظهر عوامل اضافية مساعدة لفكرة انجاز الحل السياسي للازمة السورية، اهمها الموقف الاوروبي الجديد الذي بدأ يكسر تابوهات التعاطي مع الملف السوري و التي تم صياغتها في بداية الازمة السورية. فالاخبار المتعلقة بزيارات الوفود الاوروبية الي دمشق او العكس بدأت تتكرر بصورة تظهر تحولاً لافتاً في الموقف الاوروبي الذي لا بد ان يصل لنقطة الاعلان الرسمي عن هذه العلاقة.

من جهة أخرى لابد للاستدارة التركية السياسية تجاه روسيا و مجمل ملفات المنطقة ان تلقي بظلالها على طبيعة الموقف التركي من الازمة السورية، خصوصاً ان تركيا اليوم مضطرة للنأي بنفسها عن تهمتي تأزيم المنطقة سياسياً و تصعيد الاوضاع في سوريا عبر فتح الحدود و الدعم الموجه لكثير من الجماعات المقاتلة في سوريا.

على الصعيد الاقليمي، لم يعد خافياً على أحد حجم المحاولات الدولية المتكررة لتفعيل عملية السلام و اخراجها من حالة الجمود. منطقياً لابد ان تسعى الادارة الامريكية لتبني محاولات جادة لدفع عملية السلام او القيام بخطوات تنتهى بمساهمة حقيقية من قبل الرئيس أوباما “الحائز على جائزة نوبل للسلام” للتأسيس للحل او وضع صيغة جديدة للتسوية الاقليمية.

 يضاف الى ذلك تشكل مناخ من التفاهمات الروسية الامريكية التي ترى بها واشنطن حالة ايجابية يمكن توظيفها للضغط على جميع الاطراف تجاه القبول بالمحاولة الامريكية التي قد تأخذ في صورتها النهائية قراراً أممياً جديداً يبلور رؤية الادارة الامريكية للحل.

لهذا، اذا افترضنا ان الادارة الامريكية تحرص فعلياً الا تنتهي الشهور الاخيرة من عمرها دون احداث خطوات جذرية في ملف السلام، فهذا لا يمكن ان يتم قبلتنجاز  ترتيبات الملف السوري و اعلان انطلاق التسوية السياسية. لهذا لابد للمعطيات على الارض في سوريا أن تنعكس على شكل التفاهمات الدولية الجديدة و تعيد صياغة بعض المواقف بما يتناسب مع الواقع على الارض.

د.عامر السبايلة

amersabaileh@yahoo.com

Hope, cultural change needed to fight terrorism

The imminent capture of the city of Raqqa  and Mosul will lead to a crucial struggle with Daesh, a struggle that will enter a new phase where the terrorist groups will try to mount attacks everywhere, even by practicing more brutal terrorism. The idea of the ‘final battle’ promoted by ISIS gave a global dimension to their activities, therefore, even if ISIS losses its territories, more brutal groups might appear. Especially that today the more brutal those groups are, the better they become known. This also puts all aspects of civic life under serious threat, and it will be somehow impossible to secure all vital places, shopping malls, universities, public transportations etc. For example, it is impossible to make an airport secure, unless it is closed. These attacks and threats are damaging tourism and the transport system and at the end it costs almost nothing — one man with a Kalashnikov through a simple act has a very high effect.

These challenges should urge Arab governments to adopt wide-reaching measures to assuage frustration among the region’s youth, so as to block ISIS’s main sources of recruitment since the terror group increases attacks on civilian targets worldwide.

There is a real need to face the problem in various way; ISIS doctrine can be faced just when it becomes violent. There is an urgent need to revise the roots o the problem. For example, Analyzing ISIS doctrine will lead to the origin of the problem. In this context, the issue of the final battle declared by ISIS “Armageddon” represents a good food of thought to see the origin of this vision. Many Arab and Muslim world governments for many years participated in shaping the legend of Armageddon through narrations or curricula books etc, without noticing that this is rooting in the mind of people an idea that can turn on later to a very dangerous issue, the same goes for narrations like those of the conquer of Constantinople and Rome. It is the time to be true and courageous to face the problem and put an end to the sources of the evolution of violence.

The war against ISIS should also include a war against autocracy, corruption, poverty, unemployment,inequality and failure in development.

 It is the time that elements of life win over elements of death in people’s life. It is time to make people stop seeing the future in flashbacks because they can’t integrate with the future. They take refuge in the idea of utopia because they think they will go to heaven. Nonetheless, if they could experience in this life, what do they expect in heaven? Would they really still kill themselves to go to heaven?” If they felt appreciated, wouldn’t they see their life as precious? If they have more elements of life in their lives, would they leave life to go to an unknown destiny?

There are some glimmers of hope in some countries, yet what is needed is a global alliance for a cultural revolution that cannot be achieved without a long-term strategy. Moreover, leaders should stop viewing the war against ISIS in terms of the G.W.Bush ‘’war on terror.’ Therefore, the mandate of the new UN secretary general should consider the option of the “Cultural Revolution”. Another idea is that Aid donations should be directed to projects that give life to people, without neglecting the cultural side, art, literature, cinema, sport which are all things that could give hope to change the life of millions of young people and save them from joining terrorist groups as many of their predecessors have.


Dr. Amer Al Sabaileh

Jordan Times